" . السِرْ . "
أبدأُ كَلماتى بالسلام
كما علمنا الرسول الإمام
فالسلام عليكم ورحمتهُ وبركاتة
من نورِ العقلِ لعقباتِ ظُلماتةِ
تَبدأُ حكايتى بالحيرة
فهى طفلةٌ حقآ جميلة
وددتُ لو لقبتُها أميرة
فهى مازلت فى الحِكاية صَغيرة
بدأت حياتها فى الدنيا دون علام
وما إن كَبِرت بدأ السؤال
لما انا هنا ؟.. ماذل سأفعلُ يا ترى
أهى الحياةُ ساحرةٌ إلى المنتهى ؟ ..
أم هُناك من يمنعنى من التَقدُمِ للأمام
إنى من حيرتى لم أجدُ المنام
يا لها من حدائق تَسُر العيان
ويا لها من سماءٍ ليس بها بنيان
لما لستُ طيرآ يملكُ الريح بجناحيهِ ؟!
ولما لستُ أسدآ يُطلق له العنان ؟!
ومرت السنين والاعوام
والفتاةُ تَكبُر ويبقى السؤال
أين انا فى هذا الكيان ؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبينما هى تَلهو وتطوف
مر عليها شيخٌ عجوز
وفى الحكايات كما هو معروف
أعتقدت ألفتاة أنهُ يملكُ الجواب
فأوقفتهُ لتجدَ حلاً لِهذا العذاب
أبتسم العجوز وهو يعلمُ الاسباب
فسألها قبل أن تبدأُ بالبُكاء
ماذا يَطلقون عليكى من أسماء ؟
قالت يا عم .. أنا منةُ اللهِ
همهم العجوز .. وبدا على وجههِ الابهام
كيف لا تعرفين جواب السؤال ؟!
هذا شئٌ من عجيب المُحال
ولكنى سأًحقق لكى المنال
أتبعينى فأنا خيرُ دال
وأنطلقا معآ فى الحال
وبعد زمنٍ قد طال
توقفا فى صحراءٍ لا تُرى منها سوا الرِمال
أخبرها بِأنهم سيعيشا معآ لإيام
وبعد أن دخل الليلُ وأرادت النيام
طلب منها العجوز وعدآ فى كتاب
أن تَطيعهُ الفتاة ولو أُمِرت من عِجاب
ووافقتهُ فى الحال دون ان تدرك العِقاب
ونامت وفى نفسِها الشوق والارتقاب
وبعد أن أختفت النجوم وقبل ظهور الضياء
أيقظها العجوز فى غفلةٍ سحقاء
وانتفضت الفتاة من نومِها عمياء
وبدأ مشوار الرحلةِ الخرفاء
وتبِعت الفتاة العجوز دون ثناء
وحينَ رأى بئرآ أمرها بالنِزول
وتعجبت الفتاة ..
لما تهبط فى البئر إذ لم يكن فيةِ ماء؟
ونَفذَّت الفتاة كل ما يقول
ووصلت فى القاع بعد ضيقٍ وعناء
فوجدت صندوق يملؤهُ أشياء
فصَرختِ الفتاة .. لما فعَلتَ ذاك ؟
فردها : هذا ما يجبُ فعلهُ إذا أردتِ البقاء
صعدت الفتاة ولم تتكلم
حقآ كانت بداخلها تتألم
ومع كُلِ العناء أرادت أن تتعلم
وبعد أن نام العجوز ....
جلست الفتاة تُفكر وتتأمل
وبدل أن تُفكر فى ذاك السؤال
لماذا انا هنا ؟
أهى الحياةُ ساحرة إلى المنتهى ؟
فكرت لماذا تفعل عجيب الُمحال؟!
ظنت أن العجوز سيُجيب لها المنال
ومع ذلك كل يومٍ تَشعُر وكأنةُ مُحتال
وإذْ إنها لم تستطع أن تُجيب
قررت أن تُكمل هذا الامر العجيب
ونامت متخوفة من شئٍ مُريب
وبالفعل طلب العجوز شئٌ عجيب
***********
امرها بحفر الجبال
والبحث عن كنزها المُختال
فإذا ما وصلت لهذا المنال
أجابها عن ذاك السؤال
وفعلت ما تستطيع دون جِدال
ولكنها لم تجد ما يشير اليه العجوز
وعادت وفى نفسها الغل يلوز
وخاطبته بكل حذمٍ ووفاء
حين أللهو فى الفضاء
كيف يَبدو المَصير
أصبَحت كُل ألإتجاهاتِ
سَهمٌ واحد لا يُصيب
أنظر جاهدةً داخلى
عقلى لغزٌ فزير
حبيس وحدى جدارهِ
حارسهُ غافلٍ لا يُجيب
لحظة ابدو حائرةً
وحينٌ أبدو سعيدة
تداخلت عواطفى
كَبِلتها قيود غليلة
أسيرةُ غرائزى
لا أنفكُ بالمَزيد
فماذا يا عم منى تريد ؟!!!
فأجابها العجوز بحكمةٍ وثبات
رسالتى فى قطرات
أنظرى لِمعنى اللحظات
تحررى من قيودٍ كانت
سجنٌ بلا جدران
ناظرةً للحقِ عيونكِ
ليس بعيون السجان
فكيف سترين الشمسَ نوراً ؟!!
وانتِ مُعصبةِ الوجدان
سُلبت حريتكِ رضا
فالحرية نظرٌ وسمع وافكار
الحريةُ أرقى ما يكونُ لإنسان
انتِ مِنةُ اللهِ
كرمكِ بالعقل وجمال البيان
هذا جوابى للسؤال
انتِ لم تُخلَقى طائرآ يملكُ الريح بجناحيهِ
ولم تكونى أسدآ يُطلق لة العنان
انت اكرم من هذا وذاك
انتِ خليفةُ اللهِ فأنتِ الانسان
ملكتِ الارض بعقلٍ يحكم الاكوان
لستِ بخادمٍ أو عبداٍ ولستِ بحيوان
فكونى طوعآ لعقلكِ
ولا تستسلمى ممهما كانت الاثمان
هذا هو السر فى عجائب الزمان
تظمئين فتبحثى عن ماء
وحين تمرضى تسعين للدواء
فهذا هو سر السماء
لكُلِ شئٍ سبب
ولكلِ سؤالٍ جواب
تنهدت بعمق وأفاقت الفتاة
وشعرت وكأنها عادت للحياة
واعتذرت لة من هذة المعناة
وسألتة قبل لحظةِ الوداع
يا عم ماذا يطلقون عليكَ للمناداة
ابتسم العجوز وبعد أن حصل على مبتغاة
قالها : انا الناسكُ الحكيم
عشتُ من عمرى سنين
كى اكون للحياةِ عليم
واجوب البلاد كل حين
إذا ما خطر على اى انسان ذاك السؤال
اسمى هو .... حكــــــــــــــــيم
فادعينى كما تشائين
النهـــــــــــــــــــــاية
رسم و تأليف / ايهاب ذوالفقار
بتاريخ/ 13/9/2013